جولة سياحية فى الجزائر
ابتدى بالقصة لانو الى يزور الجزائر ما فيه ما يروح على القصبة و يشوف شوارعها الضيقة و العمران القديم الى فيها
لا يجوز لساكن أو زائر الجزائر ألا يزور القصبة و هي أقدم حي في عاصمة الجزائر ذلك الحي الذي صنف من قبل اليونسكو ضمن التراث العالمي يرجع ما يسمى اليوم بالقصبة إلى عهد الفينيقيين الذين استغلوا هذا الموقع لقابليته للتجارة الدولية فأسسوا مدينة سموها جزيرة النورس وذلك إشارة إلى وجود عدد من الجزر أمام ساحلها مستعملين اسما تغير إلى ايكوسيوم (ICOSIUM) بعد الإحتلال الروماني سنة 40 م.
وقبل هذا الاحتلال كانت بلدا نشطا لاسيما في التجارة البحرية تنتمي إلى “موريتانيا” و تحت حكم جوبا الثاني كانت تتمتع بحكم ذاتي نسبي.
و بعد دخول الرومان أصبحت تخضع إلى القانون الروماني (سنة 46 م).
لم تبقى مع الأسف آثار كثيرة عن هذا العهد باستثناء بعض المعالم مثل النصب التذكاري المرمري الذي لا زال موجودا على جدار من بين جدران باب عزون.
كما كان الشأن بعدد من البلدان المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط، تعرضت هذه المدينة إلى الزحف الوندالي بعد نهاية الحكم الروماني، ثم عرفت فترة نمو طيلة حكم بني مزغنة بعد دخول الإسلام إلى الجزائر، فأصبحت الإشارة إليها إلى “جزائر مزغةا” و هي تنعم بتقدم مهم بفضل تنمية الزراعة و التجارة الملاحية في ذلك العهد.
و في سنة 340 هجري (952م) تم تحصين و توسيع المدينة تحت حكم بولوغين ابن زيري المناد الذي سماها الجزائر عبرة للجزر الأربع المقابلة لشاطئها و بعد ذلك والي غاية القرن الخامس عشر حاول الزيريون و الحماديون و المرابطون و الموحدون و الحفصيون التحكم عليها وعلى وسط المغرب، وتجدر الإشارة إلى حكم أبو زيد عبد الرحمان بن مخلوف الثعالبي الذي أتى بإنجازات عظيمة لصالح سكان المدينة و الذي لا يزال قبره محل زيارات في مسجد “سيدي عبد الرحمن” إذ كان يعتبر ولا يزال يعتبر وليا للمدينة.
وتدريجيا أثار هذا التقدم و أيضا الموقع الإستراتيجي لهذه المدينة مطامع عدة بلدان أوروبية لاسيما أسبانيا التي حاولت عدة مرات احتلالها إلى غاية فترة “الريكونكويستا”، أي استرجاع السلطة من المسلمين. لم تكتف بإرغام سكانها المسلمين و اليهود إلى اللجوء إلى المغرب العربي و لكن أنشئت حرصا باسم البنيون (Peñon) سنة 1510 غير أن أمن الجزائر أصبح مضمون بعدما ألتمست حماية العثمانيين سنة 1516 فتم طرد الأسبان بعد تدمير للبنيون سنة 1529 من قبل خير الدين.
فبفضل الفنون والتقنيات التي أتى بها الأندلسيون من جهة والنمو الاقتصادي
والعسكري الذي رافق القوة البحرية العثمانية بالجزائر أصبحت الجزائر من جهة أخرى أهم عواصم البحر الأبيض المتوسط وعرفت تحصينا عظيما كـ”قصبة” بأتم معنى الكلمة و كانت تسمى “الجزائر المحروسة ” إلى غاية سنة 1830 سنة الإحتلال الفرنسي.
ففي العهد العثماني تم بناء عدد كبير من المساجد الجميلة مثل جامع كتشاوا والقصور والمنتجعات الصيفية في المنطقة المجاورة مثل دار حسين باشا ودار عزيزة ودار مصطفى باشا بينما كان مركز السلطة في قصر الجنينة ومحور التجارة كان الساحة الموجودة اليوم بين باب عزون وباب الواد.
على الزائر ألا يهمل زيارة الشوارع الضيقة للقصبة (هذه الشوارع الضيقة تعرف بالزنيقات حيث كل زنيقة تتميز بصناعة تقليدية معينة ومن اهمها صناعة النحاس الجلود الحدادة……..) التي تخفي كنوزا من الفن المعماري وراء جدرانها ذلك الفن الذي كان يضمن تكييفا كاملا مع البيئة ونظرة إلى البحر من كل سطح من منازل القصبة، يمكن زيارة القصور والمساجد كما يمكن التعرف على وجود و تأثير الثقافة العثمانية في الجزائر وكل رموز الثقافة الجزائرية من خلال زيارة متاحف العاصمة مثل متحف الباردو متحف الفنون التقليدية والشعبية تلك المتاحف التي سوف نتعرض إليها مستقبلا.
ما يميز القصبة كفن شعبي هو ما يعرف بالبوقالات وهي كثر الخواطر الشعرية التي كانت مثل الفال بالنسبة للنسوة اللاتي كن يجتمعن في السهرات ولان ازواجهن كانو يعملون بحارة فيغيبون عن بيوتهم لاشهر واشهر لا تجد النسوة الا هذه الطريقة للترفيه عن انفسهنفي غياب اي وسيلة اخرى
وياتي اسم البوقالة من البوقال وهو الابريق حيث تقوم احدى النساء بوضع خاتمها فيه في قلبها تنوي اووكانها تهدي هذه البوقالة او الخاطرة الشعرية الى شخص ما دون ان تعلن جهرا من هو واما من يقوم باطلاق هذه البوقالة او قراءتها عادة ما تكون امراة كبيرة في السن.
بعدما ما تجولنا شوية في الشمال خلونى اخدكم لسحر صحراء الجزائر و بالتحديد مدينة تاغيت الساحرة
تاغيث تقع في مدينة بشار المبينة باللون الأحمر في خريطة الجزائر
لؤلؤة صحراء الجزائر تقع على بعد 960 كيلومتر
جنوبي غرب العاصمة الجزائرية توجد مدينة (تاغيت) بولاية بشار لؤلؤة الصحراء الجزائرية كما يسميها الجميع وهي قطعة مترامية الاطراف على مساحة 8040 كيلومترا من الرمال الذهبية. وتعتبر مدينة (تاغيت) وهي جزء من الصحراء الجزائرية في شهر ديسمبر من كل عام تكون قبلة السياح والزوار من الجزائر وخارجها وخصوصا من تونس وليبيا وفرنسا والمانيا واسبانيا وغيرها من الدول.
وتشتهر هذه المدينة بالماكولات الشعبية التقليدية كـ: (الكسكس ) و(الشربة). والملفت للانتباه في تاغيت وجود (الفقارات ) وهي طريقة بدائية في السقي اثبتت نجاحتها حسب إستعمال سكانها لها, وتستعمل لسقي النخيل بنظام متناسق. وتحتوي تاغيت على 100 ألف نخلة وتنتج 50 نوعا من التمور من بينها (المعسلة واليابسة وأصبع السلطان و….غيرها من أنواع التمور.
في الليل يخيم السكون على المنطقة والبرد القارس ليستقبلك صباح لؤلؤة الصحراء الجزائرية مع الخيوط الاولى من شمس الشتاء الباردة ليبدأ نهار اخر من عمر تاغيت.
خلونا الان نتجول في ولاية تمنراست عاصمة الهقار
مدينة تمنراست هي عاصمة الهقار بالجزائر، تقع على مسافة 2000 كلم جنوب الجزائر العاصمة ، تبلغ مساحتها 557.906 كلم2 يبلغ عدد السكان 120 الف نسمة ، وهي مدينة جديدة تأسست عام 1903 واغلبية سكاناه من الطوارق
منحوتات بركانية ورسومات حجرية عمرها آلاف السنين
صحراء الجزائر أرض مختلفة، تضم تكوينات بركانية منحوتة بفعل الرياح، مدهشة بأشكالها الغرائبية، كما لو ان الطبيعة تطلق العنان لخيالها الجامح في تلك الجغرافيا السحرية، حتى يخال زائرها انه على أرض مريخية.
وتستعد الجزائر الى نهضة سياحية كبيرة، لتكون واجهة للسياحة العالمية والاستثمار في المجال السياحي. ولدى الحكومة الجزائرية برنامج لتحقيق ذلك، خصوصا ان الجزائر تعتبر “قارة” متنوعة تبلغ مساحتها اكثر من 2،380 مليون كيلومتر مربع، تشكل الصحراء معظم تلك المساحة.
وتتميز الجزائر بالتنوع الثقافي والبيئي والطبيعي، وتعد الصحراء أعجوبة حقيقية، وشهدت حضارات متعددة، حيث عثر على رسومات ونقوش ملونة وأخرى محفورة في صخور الجبال تعود الى آلاف السنين. وتضم الولايات الصحراوية الكثير من الواحات، وتم تسجيل عدد من المناطق في منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث الانساني، لما تتميز به هذه المحميات الطبيعية والتراثية من خصوصية وعمق، واعتبرت اليونسكو منطقتي الأهقار والطاسيلي متحفين طبيعيين.
وتعتبر منطقة الاهقار من مناطق الطوارق الذين يطلق عليهم اسم “الرجال الزرق” أو “الرجال الملثمون”. وفي تمنراست الولاية الواقعة في أقصى جنوب الجزائر وتبعد حوالي 2000 كيلومتر عن العاصمة، اقيم المهرجان الأول للسياحة الصحراوية في نهاية العام الماضي واختتم مع مطلع العام الجديد. وتشهد تمنراست وبقية الصحراء الجزائرية حركة سياحية نشطة، وتوجد فيها وكالات عديدة لتنظيم الرحلات في عمق الصحراء البركانية التي تشبه قصيدة منحوتة في الهواء الطلق. وتتوافر في صحراء الجزائر فنادق ومخيمات لاقامة السياح.
في ولاية تمنراست أرض الطوارق، ثمة سحر خاص يتمثل في طيبة أهلها وكرمهم ومساعدتهم لضيوف الصحراء المدهشة.أما المرأة الطارقية فهي “سحر أزرق” حيث تتميز بجمال خاص، ولها حضور قوي في مجتمع الطوارق، وهي عادة لا تغطي وجهها. وتستخدم امرأة الطوارق “النيلة” في صبغ اصابعها باللون الأزرق، حيث تستعملها للزينة من جهة وللحماية من برد الصحراء وشمسها من جهة أخرى. وتتميز ملابسها بألوان يغلب عليها الأزرق ودرجاته، اضافة الى البني والعنابي.
كما ان لمرأة الطوارق حضوراً في الفنون والاساطير والتراث الذي تزخر به المنطقة الصحراوية.وابتكرت المرأة موسيقا “الأمزاد” الخاصة بالطوارق، حيث تؤديها النساء بالعزف على آلة “الأمزاد” وهي كمان بوتر واحد. وتقول اسطورة تشكيل هذه الآلة انه في قديم الزمان عندما كانت القبائل تتحارب، عبرت النساء عن احتجاجهن على ذلك الاقتتال، فقامت احداهن بصنع آلة “الامزاد”، وبدأت العزف بين قبيلتين تقتتلان. وعندما سمع الرجال هذه الموسيقا، أصيبوا بالدهشة وألقوا أسلحتهم.
وتتميز منطقة الأهقار بالصناعات التقليدية، ويوجد في تمنراست عدد من مشاغل الفضيات والجلود. كما تتوافر فيها جامعة ومعهد مهني ويجري العمل على بناء جامعة جديدة. وتنتشر في الشارع القديم في تمنراست محلات لبيع المشغولات والأعمال التقليدية، يتوافد عليها السياح، من مختلف دول العالم.
في تلك الصحراء البركانية، تستخدم سيارات الدفع الرباعي في الجولات السياحية. ويعد التجوال فيها بمثابة رحلة سحرية ومتعة للعين، كما انها فرصة للتأمل والهدوء.
وفي منطقة الصحراء الكبرى في الجزائر، ثمة طقوس خاصة للشاي الذي يسمونه “التاي”، الذي يعده الرجل الصحراوي على الحطب. والشاي ثلاث درجات، مرّ ومتوسط الحلاوة وحلو. ويقول البعض انه يتم في الجلسة الواحدة تناول “التاي” بدرجاته الثلاث، دلالة على الحياة والموت، والتناوب بين المرارة والحلاوة.
جبل أسكرام الذي يبعد نحو 80 كيلومترا عن مدينة تمنراست، يعتبر مقصدا مهماً للسياح، ويتم الوصول إليه عبر طريق غير مرصوف، وتستغرق الرحلة نحو ثلاث ساعات، حيث تتخللها مشاهد طبيعية مدهشة، من بينها اشكال جبلية تشبه الابهام والأسد والفيل والسمكة التي يسمونها “الحوت” وغيرها من التكوينات البركانية المذهلة. قمة جبل اسكرام ترتفع حوالي 2800 متر عن سطح البحر، وتصل درجة الحرارة هناك في الليل الى 12 درجة تحت الصفر في أوقات من السنة. ولكنها تستحق الزيارة، لمشاهدة أجمل غروب وشروق للشمس في العالم حسب التصنيف السياحي، اضافة الى تأمل الطبيعة الساحرة بين تلك الجبال. الصحراء الجزائرية سيرة من الدهشة والمحبة والسحر. انها أرض مريخية في الجزائر.
تقع مدينة غرداية بعد مدينتي العطف ومليكة حيث أسسها الأباضية في القرن الحادي عشر الميلادي، وذلك في العام 1053م وتبعد عن العاصمة الجزائرية 600 كم جنوبا.
وعلى غرار جميع قرى وادي ميزاب يحاط قصرا مليكة وغرداية بسور يعلو كل واحد منهما مسجد يهيمن ويشرف على الحياة الروحية والاجتماعية في المدينة، كما نجد المنازل مشيدة حول المسجد بشكل هرمي بحيث توفر لكل منزل الحرية وتراعي في هندستها حقوق الجار والمنافع العامة للسكان، وقد بنيت بمواد محلية.
وتتوزع 100 ألف شجرة نخيل على مساحة لا تتعدى 590 كلم مربعا تتضمن 24 صنفا أجودها دقلة نور وأتقباله، ومن ضمن الزراعات التي نجحت في المنطقة الفول السوداني والقطن والفراولة.
تقع ولاية باتنة في قلب الاوراس يحدها شمالا قسنطينة ومن الجنوب بسكرة ومن الشرق ام البواغي وخنشلة
ومن الغرب ولاية سطيف. تتميز بتضاريسها الوعرة وبحلة ثلوجها شتاءا ،والمناظر الخلابة ربيعاوصيفا.يمتاز شعبها بالكرم والجود. ويقطنها الشاوية وهم ذوو أصول أمازيغية.تعتبر مهد الثورة الجزائرية المجيدة .حيث يشهد لها التاريخ من خلال ابنائها الذين قدمو النفس والنفيس من أجل الوطن ،وعلى راسهم اب الثورة سي مصطفى بن بولعيد رحمه الله. من أشهر مواقعها السياحية مدينة تيمقاد الأثرية التي تعد من أعرق ما تبقى من الرومان في العالم، وكذا ضريح إمادغاسن الأمازيغي الذي بني على شكل هرم عاعدته 60 مترا. وأيضا شرفات غوفي التي يشبه موقعها الطبيعي جبال كولورادو وغراند كانيون في الولايات المتحدة. وكذا جبال شليا2300م وإشمول 2100 المتميزتين بكثافة غاباتهما وثلوجهما شتاءا والإخضرار ربيعا وصيفا وخريفا. وفيها أيضا عدة وديا أهمهما واد عبدي الذي يبرز من جبال المحمل الشامخة 2000م إلى أدنى الصحاري في بسكرة والوادي الأبيض من شليا وإشمول إلى الصحاري. وكذا الحضيرة الوطنية لبلزمة التي تتمتع بثروة نباتية وغابية هئلة. وتتميز باتنة بينابيع المياه الطبيعية المتدغقة من قمم الجبالالبلديات
تيمقاد، نقاوس، امدوكال، واد الطاقة، اشمول، فسديس، شعبة أولاد شليح، سريانة، سقانـة، عين جاسر، اولاد عمار، الجزار، تكوت الحرة، تـازغـت، غسيرة، عين ياقوت، إينوغيسن، باتنة، أريس الثورة، منعة، تازولت لومباز، بريكة، بيطام، عين توتة، المعذر، بومية، كيمل، اولاد فاضل، عيون العصافير، مروانة، ثنية العابد، الشمرة، بوزينة، منعة، تيغرغار، ثنية العابدالصمود، تيلاطوالمنـــاخ
مناخ مدينة باتنة شبه جاف. تتراوح درجات الحرارة بين 4 درجات مئوية في جانفي و35 درجة في جويلية. خلال الشتاء تنزل الحرارة إلى أقل من الصفر ليلا مع تكون الجليد. أما في فصل الصيف فيمكن أن تصل إلى 45 درجة مئوية في الظل.
متوسط سقوط المطر فيبلغ حوالي 210 مم في السنة، أما الثلج فيسقط خلال أيام فقط
المواصلات
للموقع مدينة باتنة ميزات ذات قيمة، فهي تقع في ملتقى طرق هامة: المحور شمال-جنوب الذي يربط الشمال بالجنوب ومحور شرق-غرب الذي يمر عبر الهضاب العليا.
كما استفادت باتنة بالمطار الدولي مصطفى بن بولعيد الذي يبعد عنها بـ25 كم والذي يربط الولايات الداخلية للوطن وبعض المدن الأوروبية كباريس، ليون، مرسليا واسطنبول
السياحــة
بالقرب من مدينة باتنة توجد أجمل الواقع الأثرية كالآثار الرومانية بتازولت، تيمقاد، إيمدغاسن، مسجد من أقدم مساجد إفريقيا بناه الصحابي عقبة بن نافع رضي الله عنه حيث هو مدفون، معالم القنطرة بوابة الصحراء، والمناظر الرائعة بغوفي.
أما الحظيرة الوطنية لبلزمة وجبل شليا البالغ ارتفاعه أكثر من 2300م فيشكلان رائعتين من الروائع الطبيعية
تيمقاد مدينة جزائرية تقع بولاية باتنة في قلب الأوراس. المدين تعرف أكثر بآثار المدينة الرومانية تموقادي التي بنيت عليها المدينة الحالية.
و هي موقع أثري من الطراز الأول. المدينة بنيت من طرف الامبراطور طراجون سنة 100 م حيث أمر عليها لوسيوس موناتيوس قالوس، و الأمر هنا يتعلق بآخر المستعمرات الرومانية في افريقيا.
هذه المدينة المتميزة بقبورها و نواديها و مسرحها الضخم كانت موجهة قبل كل شيء للمراكز المتقدمة ضد بربر الأوراس، لكنها من 12 هكتار توسعت الى حدود ال 50 هكتار.
تلك هي قسنطينة اللؤلؤة الخالدة التي تدخل الألفية الثالثة للميلاد في ثوب واسم ” المدينة الكبيرة” كل شيء يشجعها على ذلك، ففضلاً عن غناها التاريخي الذي أهّلها لأن تصنف كتراث وطني سنة 1992، فإن خاصيتها الجغرافية كمدينة متفردة في العالم تجعلها ماضية في حلمها ودونما عقدة.الموقع والتضاريس
تقع مدينة قسنطينة فلكياً على خط 36.23 شمالاً، وخط 7.35 شرقاً، وتتوسط إقليم شرق الجزائر، حيث تبعد بمسافة 245 كلم عن الحدود الشرقية الجزائرية التونسية، وحوالي 431 كلم عن الجزائر العاصمة غرباً و235 كلم عن بسكرة جنوبا و89 كلم عن سكيكدة وتتربع قسنطينة فوق الصخرة العتيقة على جانبي وادي الرمال، تحق بها العوائق والانحدادرات الشديدة من كل الجهات، وإذا تتبعنا مظاهر سطح المدينة نلاحظ أن المنطقة التي تقوم عليها غير متجانسة من حيث ارتفاعها عن سطح البحر، فهي تنحصر بين خطي كنتور 400م و800م في الشمال و800م و1200م في الجنوب.[تحرير] المعالم والآثار
توجد بقسنطينة عدة معالم وآثار اهمها: – مقابر عصر ما قبل التاريخ: كانت مقابر أهالي المدينة على قدر كبير من الفخامة، تقع بقمة جبل، سيد مسيد، في المكان المسمى “نصب الأموات”. كما اكتشفت قبور أخرى تقع تحت “كهف الدببة” وأخرى ناحية “بكيرة”، كما توجد مقابر أخرى بمنطقة “الخروب” بالمواقع المسماة “خلوة سيدي بو حجر” قشقاش، وكاف تاسنغة ببنوارة وتوعد كلها إلى مرحلة ما قبل التاريخ. – المقبرة الميغاليتية لبونوارة: على بعد 32 كلم عن قسنطينة، وعلى الطريق الوطني رقم 20 المؤدي باتجاه فالمة تقع المقبرة الميغاليتية لبونوارة على المنحدرات الجنوبية الغربية لجبل “مزالة” على بعد 2 كلم شمال قرية بونوارة. وتتكون هذه الدولمانات “dolments” من طبقات كلسية متماسكة تعود إلى عصر ما قبل التاريخ، ويبدو أن عددا كبيرا منها قد تعرض للتلف والاندثار. ونشير إلى أن النموذج العام لهذه المعالم التاريخية يكون على شكل منضدة متكونة من أربع كتل صخرية عمودية وطاولة، مشكلين بدورهم غرفة مثلثة الشكل وعادة ما يكون الدولمان محاطا بدائرة من حجارة واحدة، وفي بعض الأحيان من دائرتين أو ثلاث أو أربع، وقد كان سكان المنطقة القدامى يستعملونها لدفن موتاهم بهذه الطريقة المحصنة التي يبدو أنها قد استمرت إلى القرن الثالث ق.م. – كهف الدببة: يبلغ طوله 60 م ويوجد بالصخرة الشمالية لقسنطينة. – كهف الأروي: يوجد قرب كهف الدببة ويبلغ طوله 6 م ويعتبر كلا الكهفين محطتين لصناعات أثرية تعود إلى فترة ما قبل التاريخ. – ماسينيسا وضريح بالخروب: على بعد 16 كلم جنوب شرق قسنطينة يقع ضريح ماسينيسا وهو عبارة عن برج مربع، تم بناؤه على شكل مدرجات به ثلاثة صفوف من الحجارة وهي منحوتة بطريقة مستوحاة من الأسلوب الإغريقي- البونيقي وقد نسب هذا الضريح لماسينيسا الذي ولد سنة 238 ق.م وتوفي سنة 148 ق.م، حمى هذه المنطقة لمدة 60 سنة ويعود له الفضل في تأسيس الدولة النوميدية، كما أسهم في ترقية العمران وتطوير الزراعة بالمنطقة وأسس جيشاً قوياً. – ضريح لوليوس: يقع ضريح لوليوس في جبل شواية بالمكان المسمى “الهري” على بعد حوالي 25 كلم شمال غرب قسنطينة، غير بعيد عن “تيدس” له شكل أسطواني، بني من حجارة منحوتة وشيدّ من طرف “ك” لوليوس إبريكيس ” حاكم روما آنذاك تخليدا لعائلته. تيديس: تقع على بعد 30كلم إلى الشمالُ الغربي من قسنطينة وتختفي في جبل مهجور، كانت لها قديما أسماء عديدة مثل: “قسنطينة العتيقة” ، “رأس الدار” كما سميت أيضا “مدينة الأقداس” نظراً لكثرة الكهوف التي كان الأهالي يتعبدون بها، ويبدو أن إسمها الحالي “تيديس” هو إسم محلي نوميدي، أما الرومان فأعطوها اسم castelli respublica tidditanorum. ومعنى “كاستيلي” هو المكان المحصن، ومعنى “روسبيبليكا” أي التمتع بتنظيمات بلدية، وقد كان دور هذه المدينة هو القيام بوظيفة القلعة المتقدمة لحماية مدينة سيرتا من الهجمات الأجنبية. ولا تزال آثار الحضارات التي تعاقبت على “تيديس” شاهدة إلى اليوم بدءا بعصور التاريخ، فالحضارة البونيقية، الحضارة الرومانية، الحضارة البيزنطية إلى الحضارة الإسلامية. ويتجلى عصر ما قبل التاريخ في مجموعة من القبور تسمى “دولمن” ومعناها” المناضد الصخرية”، وكذا مقبرة قديمة تقع على منحدر الجانب الشمالي وتجمع عدداً من المباني الأثرية الدائرية المتأثرة بطريقة الدفن الجماعي والتي تسمى “بازناس” وتدل النصب والشواهد الموجودة على العصر البونيقي، فيما يتجلى الطابع الروماني في المناهج المتعلقة بنظام تخطيط المدن. وخلاصة القول أن الزائر لتيديس يسمع صدى الإنسان في تحولاته، إنها باختصار المكان المثالي لقراءة تاريخ هذه المنطقة وتأمل تفلصيلها الغنية. – باب سيرتا: هو معلم أثري يوجد بمركز سوق بومزو ويرجح أنه كان معبدا، ويعود تاريخ اكتشافه إلى شهر جوان من عام 1935، وحسب بعض الدراسات فإن هذا المعبد قد بني حوالي سنة 363م. الأقواس الرومانية: توجد بالطريق المؤدي لشعاب الرصاص، وكان الماء المتدفق بهذه الأقواس يمر من منبع بومرزوف ومن الفسقية (جبل غريون) إلى الخزانات والصهاريج الموجودة في كدية عاتي بالمدينة، وهذا المعلم هو من شواهد الحضارة الرومانية. – حمامات القيصر:ما زالت أثارها قائمة إلى اليوم، وتوجد في المنحدر بوادي الرمال، وتقع في الجهة المقابلة لمحطة القطار، غير أن الفيضانات قد أتلفتها عام 1957، وقد كانت هذه الحمامات الرومانية تستقطب العائلات والأسر، للاستحمام بمياها الدافئة والاستمتاع بالمناظر المحيطة بها، خاصة في فصل الربيع. – إقامة صالح باي: هي منتجع للراحة، يقع على بعد 8 كلم شمال غرب قسنطينة، وقد كان من قبل منزلاً ريفياً خاصاً، قام صالح باي ببنائه لأسرته في القرن 18، لينتصب بناية أنيقة وسط الحدائق الغناء التي كانت تزين المنحدر حتى وادي الرمال، وتتوفر الإقامة على قبة قديمة هي محجّ تقصده النساء لممارسة بعض الطقوس التقريبية التي تعرف باسم “النشرة”. قصر أحمد الباي: وسط هذا القصر، صدحت الموسيقى بأعذب الألحان، ورشت الأركان والزوايا بالعطور، وأفرشت المقصورات بالزرابي. هناك تعانقت الأرواح بهمس الرباب، والعيدان…..كلهم مروّا من هنا، أعيان، أمراء، فتيان، جواري، بايات…..ألخ. يعد قصر الباي إحدى التحف المعمارية الهامة بقسنطينة وتعود فكرة إنشائه إلى “أحمد باي” الذي تأثر أثناء زيارته للبقاع المقدسة بفن العمارة الإسلامية وأراد أن يترجم افتتانه بهذا المعمار ببناء قصر، وبالفعل انطلقت الأشغال سنة 1827 لتنتهي سنة 1835. يمتد هذا القصر على مساحة 5600م مربع، يمتاز باتساعه ودقة تنظيمه وتوزيع أجنحته التي إلى عبقرية في المعمار والذوق معا. تعرض طيلة تاريخه إلى عدة محاولات تغيير وتعديل، خاصة أثناء المرحلة الاستعمارية حيث حاولت الإدارة الفرنسية إضفاء الطابع الأوروبي على القصر بطمس معالم الزخرفة الإسلامية والقشاني (سيراميك). أما الريازة المعمارية للقصر فقد حورت كثيراً عن أصلها الإسلامي بعد الاحتلال الفرنسي للمدينة وأصبحت عبارة عن خليط من الريازات المعمارية، ومع ذلك فإن الهوية الأصلية للقصر ظلت هي السائدة والمهيمنة على كل أجزائه وفضائاته الرائعة، وإن الزائر له سيستمتع بنقوشه وزخرفته وتلوينات مواده التي تحيل إلى مرجعية معمارية ضاربة في الأصالة والقدم. المدينة القديمة تضفي المدينة القديمة بدروبها الضيقة وخصوصية بناياتها طابعا مميزاً، وتجتهد ببيوتها المسقوفة وهندستها المعمارية الإسلامية في الصمود مدة أطول، ملمحة إلى حضارة وطابع معماري يرفض الزوال. وتعتبر المدينة القديمة إرثا معنوياً وجمالياً يشكل ذاكرة المدينة بكل مكوناتها الثقافية والاجتماعية والحضارية. وقد عرفت قسنطينة كغيرها من المدن والعواصم الإسلامية الأسواق المتخصصة، فكل سوق خص بتجارة أو حرفة معينة، وما زالت أسواق المدينة تحتفظ بهذه التسميات مثل: الجزارين، الحدادين، سوق الغزل، وغيرها. هذا إلى جانب المساحات التي تحوط بها المنازل والتي تسمى الرحبة، وتختص معينة مثل رحبة الصوف ورحبة الجمال. أما الأسواق الخاصة بكل حي من أحياء المدينة، فإنها كانت تسمى السويقة، وهي السوق الصغير، وما يزال حيا للمدينة القديمة إلى اليوم يسمى “السويقة”.
المساجد
طغت على قسنطينة صبغتها الثقافية والدينية منذ القدم، وتكرس هذا المظهر بعد استقرار الإسلام بها، فعرفت عملية بناء المساجد بها سيرورة دائمة، وسنسرد أسماء أهم هذه المساجد كما يلي:
1 – الجامع الكبير: بني في عهد الدولة الزيرية سنة 503هـ، 1136م، وقد أقيم على أنقاض المعبد الروماني الكائن بنهج العربي بن مهيدي حاليا، تغيرت هندسته الخارجية من جراء الترميم، ويتميز بالكتابات العربية المنقوشة على جدرانه.
5 – مسجد الأمير عبد القادر: يعتبر من أكبر المساجد في شمال إفريقيا، يتميز بعلو مئذنتيه اللتين يبلغ ارتفاع كل واحدة 107م وارتفاع قبته 64 م، يبهرك منظره بهندسته المعمارية الرائعة ويعدّ إحدى التحف التي أبدعتها يد الإنسان في العصر الحاضر، وإن إنجازه بهذا التصميم على النمط المشرقي الأندلسي، كان ثمرة تعاون بين بعض المهندسين والتقنيين من مصريين ومغاربة، إضافة إلى المساهمة الكبيرة للمهندسين والفنيين والعمال الجزائريين، ويتسمع المسجد لنحو 15 ألف مصل، ونشير إلى أن المهندس المصري “مصطفى موسى” الذي يعدّ من كبار المهندسين العرب هو الذي قام بتصاميم المسجد والجامعة.
كما تزخر المدينة بعدد آخر من المساجد من بينها: جامع سيدي فعان – جامع سيدي محمد بن ميمون- جامع سيدي بوعنابة- جامعة السيدة حفصة- جامع سيدي راشد- جامع سيدي عبد المؤمن- جامع سيدي بومعزة- جامعة سيدي قموش- جامعة الأربعين شريفاً، الخ…أبواب قسنطينة
كانت المدينة محصنة بسور تتخله سبعة أبواب، وبعضهم يقول ستة، تغلق جميعها في المساء وهي: – باب الحنانشة: الذي يسمح بالخروج من شمال المدينة عبر وادي الرمال، ويؤدي إلى الينابيع التي تصب في أحواض مسبح سيدي مسيد. باب الرواح: يمتد عبر سليم مثير للدوار، ويؤدي إلى الناحية الشمالية من وادي الرمال ويوصل هذا الباب إلى منابع سيدي ميمون التي تصب في المغسل. – باب القنطرة: يصل المدينة بالضفة الجنوبية لوادي الرمال. باب الجابية: ينفتح على الطريق الممتد إلى سيدي راشد ويقع على ارتفاع 510م. – باب الجديد: يقع شمال ساحة أول نوفمبر، هدم سنة 1925. باب الواد ” أو باب ميلة”: يسمح بالوصول إلى روابي كدية عاتي، وقد كان يوجد بمكان قصر العدالة حاليا. لقد كانت هذه الأبواب تقوم بوظيفة التحصين للمدينة ضد الغرباء وبدأت تختفي بالتدريج إلى أن أزال الاحتلال الفرنسي أثارها كلية. نصب الأموات يعود بناؤه إلى سنة 1934 وقد شيد تخليدا لموتى فرنسا الذين سقطوا في الحرب العالمية الأولى ومن سطحه يستطيع الزائر أن يمتع ناظريه ببانوراما عجيبة لمدينة قسنطينة، أقيم عليه تمثال النصر الذي يبدو كطائر خرافي يتأهب للتحليق. ومن خصوصيات هذا النصب أنه يقع تماماً في منتصف المسافة بين الجزائر العاصمة وتونس، ويوجد قبالته تمثال” مريم العذراء” والمسمى “سيدة السلام”.مدينة الجسور
نظراً لتضاريس المدينة الوعرة وأخدود وادي الرمال العميق الذي يشقها، أقيمت عليها سبعة جسور لتسهيل حركة التنقل، واشتهرت بعد ذلك قسنطينة باسم مدينة الجسور المعلقة، وهي: جسر باب القنطرة: وهو أقدم الجسور بناه الأتراك عام 1792 وهدمه الفرنسيون ليبنوا على أنقاضه الجسر القائم حاليا وذلك سنة 1863. جسر سيدي راشد: ويحمله 27 قوسا، يبلغ قطر أكبرها 70م، ويقدر علوه بـ105م، طوله 447م وعرضه 12م، بدأت حركة المرور به سنة 1912، جسر سيدي مسيد: بناه الفرنسيون عام 1912 ويسمى أيضا بالجسر المعلق، يقدر ارتفاعه بـ175م وطوله 168، وهو أعلى جسور المدينة. جسر صلا ح سليمان: هو ممر حديدي خصص للراجلين فقط ويبلغ طوله 125م وعرضه مترين ونصف، وهو يربط بين شارع محطة السكك الحديدية ووسط المدينة. جسر مجازن الغنم: هو امتداد لشارع رحماني عاشور، ونظرا لضيقه فهو أحادي الأتجاه. جسر الشيطان: جسر صغير يربط بين ضفتي وادي الرمال ويقع في أسف الأخدود. جسر الشلالات: يوجد على الطريق المؤدي إلى المسبح وتعلو الجسر مياه وادي الرمال التي تمر تحته مكونة شلالات، وبني عام 1928.
البساتين والحدائق
يطلق الشعراء على قسنطينة اسم مدينة “الهوى والهواء” وهذا نظرا للطافة جوها، ورقة طباع اهلها، وانتشار البساتين والأشجار في كل أرجائها وبذلك تتوفر المدينة على عدة حدائق عمومية تعمل على تلطيف الجو داخلها، ولعل أهم هذه الحدائق والتي ما زالت تحافظ على رونقها وجمالها، حديقة بن ناصر أو كما يطلق عليها “جنان الأغنياء” وتتوسط شارع باب الواد، وبحي سيدي مبروك توجد حديقتان إحداهما تقع بالمنطقة العليا والأخرى تقع بالمنطقة السفلى، كما توجد حديقة بحي المنظر الجميل تحمل اسم “فرفي عبد الحميد” وتجدر الإشارة إلى أن قصر “أحمد باي” يتوفر على حديقة رائعة الجمال، تذكر بعض الروايات أن الباي نفسه كان يشرف عليها، ومن بين حدائق قسنطينة التي كتب عنها بعض المؤرخين والرحالة” حديقة، قسوم محمد: (التي تدعي سكورا قامبيطة) الكائنة خلف شارع بلوزداد، التي ما فتئت تستقطب الكثير من الناس لجمالها وكثافة أشجارها ويوجد بها تمثال للنحات “لوست” L Hoest ، وتحت جسر باب القنطرة توجد حديجة رائعة الجمال، ونظرا لموقعها في المنحدر، فهي تفتن الأنظار من بعيد.
الرحبات والأسواق
تعتبر الرحبة ذلك المكان الواسع الذي يستعمل لأغراض تجارية، حيث تباع فيها مختلف السلع والبضائع كالملابس، الأقمشة وغيرها. عرفت قسنطينة قديما عدة رحبات منها ما يزال قائما حتى اليوم ومنها ما تحول إلى مباني وطرقات ك”رحبة الزرع” التي كانت تتوسط المدينة وتقام فيها عدة نشاطات تجارية كبيع الحبوب، التمور والزيوت، ومن الرحبات المعروفة في قسنطينة قديما نذكر “رحبة الشبرليين”، “سوق الخرازين”، س”سوق العطارين”، “سوق الصاغة”، و”سوق الصباغين” وغيرها… وحاليا لا تزال بعض الرحبات موجودة مثل ” “رحبة الصوف” التي تحولت اليوم إلى سوق لبيع الخضر والفواكه والأواني وبعض الأغراض المنزلية، أما “رحبة الجمال” التي يذكر المؤرخون أنها كانت مبركا للقوافل التي تأتي من مختلف الانحاء محملة بالبضائع، فقد أصبحت اليوم سوقاً لبيع الملابس ومكاناً مفضلاً للمطاعم الشعبية الشهية بوجباتها، وهناك”سوق العصر” الذي كان قبلا يسمى “سوق الجمعة” ويشتهر بتنوع خضره وفواكهه وباللحوم والأقمشة وعادة ما تكون أسعار هذا السوق معتدلة مقارنة مع بقية الأسواق. ومن أهم أسواق المدينة أيضا في الوقت الحالي نذكر: سوق بومزو: يعد من أهم الأسواق ويعود تاريخ بنائه إلى عهد الوجود الفرنسي، يقع بمحاذاة ساحة أول نوفمبر ويعرف يوميا حركة نشيطة. سوق بن بطو: ويعتبر من اقدم الأسواق، ونظرا لموقعه المتميز بشارع بلوزداد وجودة السلع والبضائع التي يعرضها فهو يستقطب الكثير من ربات البيوت.
الحمامات
لا تزال حمامات مدينة قسنطينة التي يعود تاريخ بنائها إلى العهد العثماني محافظة على شكلها وهندستها ووظيفتها، ويبلغ عددها حوالي 20 حماماً ما زال سكان المدينة يقصدونها ويفضلونها على الحمامات العصرية، ولعل أول حمام بناه الأتراك كان حمام “ثلاثة” الكائن بحي الشط، ويطلق عليه أيضا إسم حمام “لهوا” كونه بني فوق المنحدر أما سبب تسميته بحمام “ثلاثا” فلأنه كان الوحيد الذي حدد سعره بثلاثة “صوردي” بينما حدد في الحمامات الأخرى بخمسة من بين حمامات قسنطينة المعروفة أيضا نذكر: – حمام دفوج: ويعد بدروه من أقدم الحمامات، وقرب غرفة الاستراحة به يوجد ضريح سيد دقوج. – حمام بولبزايم، يوجد بشارع الأربعين شريفا. – حمام بن حاج مصطفى وحمام بن شريف، يوجدان بالشط. – حمام أولاد سيدي الشيخ (يقع بالبطحاء).
و الان خلونا نروح للغرب الجزائري و تحديدا لولاية تلمسان
إنه في موقع رائع , وسط غلاف أخضر و بواسطة أكثر من 800 م من الإرتفاع تستوي مدينة تلمسان .
أولا موقعها على سهل مرتفع , إلى مفترق الطرق الكبيرة الرابطة للغرب الجزائري مع المغرب و التل الصحراوي , عرض له بأن يمقل مكان التبادل بين المدخرات المكملة الريفية و المدنية , الزراعية و الفلاحية .
لقرب البحر تأثير في التخفيف من المؤثرات المجففة للقارة وتعطي المنطقة مناخا معتدلا , بنعومة كلها متوسط . و بسبب تلقيها لأمطار وفيرة,أراضيها التي تقابل حوض تافنا مع مؤثراتها العديدة و و لينابيع الدائمة . ومن فتلرة طويلة خزان المياه الوهراني .
اراضيها التي تقابل حوض دراسيا
ومع ذلك و بصفة خاصة تلمسان (بالبربرية ” جيوب مصادر المياه) , إجتماع سعيد للمياه و الرجل و الطبيعة .
إجتماع سعيد للمياه و الرجل و الطبيعة .
عاش الحيوان هناك , قبل أن يكون لرجل ما قبل التاريخ هناك غريزة ثابثة لإقامته . حضور الإنسان المنطقة , و بالتالي تاريخ ذلك يعود إذن إلى ليل الأوقات .وكان هناك في البداية أغادير , سقيفة القلعة اليوم ضاحية بسيطة .محطة معززة و المكونة من فرسان الكشافة الرومانية في النهاية الغربية للملفات في إفريقيا.
في الجانب الآخر من المدينة القديمة(البساتين ) كانت في نهاية القرن 2تحت الأنطوانيين إلى غاية القرن 5, . وفي موقعها , بوماريا
توغل الإسلام أغادير مع أبو المهاجر . بقليل أقيمت مملكة مؤقتة هناك , التي هي للقريجيت أبو كورا . لكن التحول الحقيقي للديانة للسكان الربر لم يكن إلى من وقت الإدريسيين . و تحت حكمهم ذلك أغادير, إبتداءا من القرن 9 إنفتحت إلى الثقافة الرقيقة للأندلس .في القرن 7
بمجرد الإنتهاء من غزو أغادير مع القرن الحادي عشر , أسس المرابطون تاغرارت , قليلا في الغرب . إجتماع المدينتين أدىإلى ميلاد تلمسان .بعد مرور قرنين الإمبراطورية الضخمة الموحدي , الحفصيين حلوا بتونس , المريندين بمراكش . و شغل المقعد في تلمسان عبد الوديد أو الزينين.
هذه الأسطورة (1236-1555) ستجمع في المغرب الأوسط , الأراضي من مولاية إلى المرنين ببجاية و تعول سبعة و عشرين ملكا مع التفاوت في ثرواتهم و إهتمام الجمهور . من شأنهم حماية التجارة , و سيكونون أحيانا أكبر المشييدين مع إتجاه علم التخطيط . و يمارسون أيضا رعاية الفنون و الآداب , في عاصمتهم , رجال و الزهد . أروعهم كان الملك المؤسس ياغمراسن (‘1236- 1283) و أبو حمو موسى 2 (1353 – 1389) , الملك الشاعر و المرمم للسلالة في وقت مضى.
رغم انه كثيرا ما كانت لها صعوبة في الذهاب مع جيرانها بالغرب , لاسيما من مرتين أخضعها المرينيون إلى الحكم (1299-1307) و ( 1335 – 1337) , تلمسان لا تزال برغم من ذلك ساطعتا بجامعاتها المشهورة أنذاك , و بشهرة رجال كثيرين
تلمسان لا تزال اقل ساطعا من الجامعات المشهوره آنذاك ، والكثير من الرجال من سمعه.
لكن هذه اسطورة الزيانين إختفت في القرن السادس عشر و بذلك أصبحت تلمسان حيث أصبحت تحت وصايةالحكم الملكي بداية الأيام الحالكة مثلما يشهد الشاعر الشعبي إبن مسايب الذي مدحها , مع القرن 18 في القصائد الحزينة المرثية.
بالنسبة لها . ظهر الشعاع الخاطف عندما أعترف بتلمسان في معاهدة تافنة 1837 من بين الأراضي تحت سيادة الأمير عبد القادر. في الساعات المجيدة ماضيها
ن ماضيها , يجب أن تكون تلمسان اليوم مذخر الفن الإسلامي في الجزائر.
مع أنها إحتفظت بسكان كلهم لطافة , مع أخلاق و تقاليد متأنقة و ملونين, أن تكون مساجدها ,مع بيانات من المتخصصين من الأجمل في العالم الإسلامي.
منذ الإستقلال , هذه المدينة , أصبحت مبنى كبير . تعمل لكي يكون مستقبلها جديرا بماضيها
مازلنا في الذغرب مع عاصمته الباهية وهران
او الباهية كم يطيب لأهلها ان يسموها وهي ثاني أكبر مدينة في الجزائر وعاصمة الغرب الجزائري وهي واقعة على ساحل البحر الابيض المتوسط في اقصى غرب البلاد، وميناؤها من اشهر موانئ المتوسط وهي مركز تجاري هام وترتبط بداخل البلاد، وبتلمسان والمغرب بخط للسكة الحديدية وفيها صناعات مزدهرة مثل البتروكيماويات والحديد والصلب.
وهران مدينة قديمة جدا ولكن تأسيسها يعود عموما إلى التجار الاندلسيين والمغاربة في القرن العاشر الميلادي (937م). احتلها الاسبان عام 1509 الذين طردوا على ايدي العثمانيين عام 1792م. الى ان احتلها الفرنسيون 1838م حتى استقلال الجزائر. ومدينة وهران تجمع بين طرازين للمعمار احدهما حديث على أيدي الفرنسيين والثاني قديم على الطراز الاندلسي الاسباني وهي محاطة بكروم العنب، وطقسها لطيف ويسود المعيشة فيها جو من الهدوء. أما شوارعها فتمتلئ بالحركة والنشاط.
ومن معالم المدينة حي الدرب وحي المدينة الحديثة وساحة الاول من نوفمبر وجامع الباشا المبني عام 1796م وهناك على الشاطئ ارصفة يحلو فيها التنزه عصرا ومساء. وفي منطقة وهران توجد عين الترك السياحية التي تتوافر فيها الفنادق وفيها مجمع الاندلس السياحي المطل على خليج على المتوسط. وفيه برج سانتا كروز الذي أسسه الاسبان.
ومن المدن المجاورة لوهران مدينة مستغانم الساحلية التي تعد مزيجا من التراث الاندلسي والتركي وتشتهر هذه المدينة بكونها منبعا للفنون والموسيقى والثقافة وفيها مسرح مكشوف. وفي منطقة وهران توجد مدينة معسكر الامازيغية القديمة وهي عاصمة الامير عبدالقادر الجزائري الذي ينتمي الى قبائل بني شقران والذي قاد المقاومة ضد الفرنسيين من عام 1832الى عام 1849م وفي هذه المنطقة تكثر الينابيع والحمامات المعدنية ذات الاصول الرومانية.
و بعد ما تجولنا في الشرق و الغرب و الجنوب و الوسط
خلونا نروح نشوف العادات و التقاليد
نبتدى بشهر رمضان الاول و كيف عاداتنا فيه مع انها تختلف من منطقة لمنطقة بالجزائر
.
تحضيرات شهر الصيام
تنطلق إجراءات التحضير لهذا الشهر الكريم قبل حلوله بشهور من خلال ما تعرفه تقريبا كل المنازل الجزائرية من إعادة طلاء المنازل أو تطهير كل صغيرة وكبيرة فيها علاوة على اقتناء كل ما يستلزمه المطبخ من أواني جديدة وأفرشة وأغطية لاستقبال هذا الشهر . وتتسابق ربات البيوت في تحضير كل أنواع التوابل والبهارات والخضر واللحوم البيضاء منها والحمراء لتجميدها في الثلاجات حتى يتسنى لهن تحضير لأفراد عائلتهن ما تشتهيه أنفسهم بعد يوم كامل من الامتناع عن الأكل والشرب .
الحمامات
تعرف¸الحمامات إقبالا كبيرا من العائلات في الأيام الأخيرة من شهر شعبان للتطهر واستقبال هذا الشهر الكريم للصيام والقيام بالشعائر الدينية في أحسن الأحوال .
صلاة التروايح:
يتنافس المسلمون في الجزائر على تأدية الشعائر الدينية وهذا بالإكثار من الصلوات وتلاوة القرآن أثناء الليل وأطراف النهار, ناهيك عن إعمار المصلين المساجد في أوقات الصلاة و صلاة التراويح و قيام الليل وحتى خارج أوقات الصلاة .
ويعد شهر رمضان حسب أغلبية العائلات الجزائرية المسلمة الشهر الوحيد الذي يلتفو حول مائدة إفطاره كل أفراد العائلة الصائمين في وقت واحد وفي جو عائلي حميمي لتناول مختلف أنواع المأكولات التي يشتهر بها المطبخ الجزائري .
ومن جهة أخرى، يحظى الأطفال الصائمون لأول مرة باهتمام ورعاية كبيرتين من طرف ذويهم تشجيعا لهم على الصبر والتحمول والمواظبة على هذه الشعيرة الدينية وتهيئتهم لصيام رمضان كامل مستقبلا .
عادات وتقاليد:
ويتم خلال يوم أول من صيام الأطفال الذي يكون حسب ما جرت به العادة ليلة النصف من رمضان أو ليلة 27 منه إعداد مشروب خاص يتم تحضيره بالماء والسكر والليمون مع وضعه في إناء (مشرب) بداخله خاتم من ذهب أو فضة من أجل ترسيخ وتسهيل الصيام على الأبناء مستقبلا ,علما أن كل هذه التحضيرات تجري وسط جو احتفالي ,بحضور الوالدين والجد والجدة وأفراد آخرين من الأسرة والأقارب, وهذا تمسكا بعادات وتقاليد أجدادهم والسير على درب السلف .
مائدة الافطار:
تتفنن ربات البيوت في إعداد مختلف أنواع المأكولات التي تتزين بها المائدة ساعة الإفطار .كما يمكن ملاحظة ظاهرة إيجابية تميز العائلة
الجزائرية وتعبر عن أواصر التكافل والترابط الاجتماعيين وهي تبادل النساء مختلف أنواع المأكولات بغرض تجديد محتويات موائد الإفطار يوميا. ولا يقتصر مطبخ العائلة الجزائرية على الأطباق التي تميز المنطقة التي تنتمي إليها العائلة بل تشمل أيضا كل أصناف وأنواع الأكلات التي تميز مائدة رمضان في مختلف أرجاء القطر الجزائري .
ف “الشربة” كما تسمى في الوسط و”الجاري” الشرق الجزائري أو “الحريرة” المشهورة في غرب الوطن تعتبر من الأطباق الضرورية التي لايمكن أن تخلو منها أي مائدة في هذا الشهر و تتنوع الأطباق الأخرى حسب أذواق ربات البيوت .
كما لا يقتصر تحضير العائلة الجزائرية لمائدة الإفطار فحسب إنما يتم كذلك إعداد أو شراء مختلف المقبولات والحلويات التي تجهز خصيصا لسهرات رمضان وبهذه المناسبة تتحول جلو المطاعم والمحلات التجارية لبيع قلب اللوز والزلابية والقطائف والمحنشة وغيرها من الحلويات .
وبمجرد الانتهاء من الإفطار، تدب الحركة عبر طرقات وأزقة العاصمة إذ يتوجه البعض إلى بيوت الله لأداء صلاة التراويح ويقبل آخرون على المقاهي وزيارة الأقارب والأصدقاء للسمر وتبادل أطراف الحديث في جو لا تخلو منه الفكاهة والمرح والتلذذ بارتشاف القهوة أو الشاي حتى انقضاء السهرة في انتظار ملاقاة أشخاص آخرين في السهرات المقبلة .
ومن العادات التي هي آيلة إلى الافول عادة مايسمى بالبوقالات التي كانت تجمع النساء والفتيات طيلة سهرات رمضان في حلقات يستمعن فيها لمختلف الأمثال الشعبية ساعيات إلى معرفة مصيرهن من خلال ما تحمله هذه الأخيرة من “فال” .
ليلة القدر
يختص يوم السابع والعشرين من شهر رمضان بعادات خاصة, هذا لما له من فضل ديني كبير حيث يكثر المسلمون فيه من الذكر والصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – والدعاء تقربا إلى الله تعالى كما يعكف الأولياء على عملية الختان أو ما يعرف عند العامية ب “الطهارة” أبنائهم في هذا اليوم المبارك في جو احتفالي بحضور الأقارب والأحباب لمشاركتهم أجواء الفرحة .
و تحضر بهذه المناسبة أشهى الأطباق والحلويات وترتدي فيه النساء أجمل الألبسة التقليدية كالكاراكو وتخضيب الأيادي بمادة الحناء كما تفرش المنازل بأبهى وأجمل الأفرشة .
يوم العيد
مع اقتراب يوم عيد الفطر، تشهد المحلات التجارية اكتظاظا بالعائلات خاصة تلك التي تعرض ملابس الأطفال الذين بدورهم يقضون هذه الأيام في التجول بين هذه المحلات رفقة أوليائهم من أجل اختيار واقتناء ما يروق لهم من ألبسة قصد إرتدائها والتباهي بها يوم العيد .
خلونا نرح نشوف العرس
العروس الجزائرية تختلف عن أي عروس بباقي البلدان العربيةحيث أنها تقوم بعدت تحضيرات قبل العرس لن تجدها بأي مكان , فبمجرد ان يتقدم أحدلخطبة الفتاة الجزائرية بشكل رسمي تبدأ رحلة التجول عبر محلات الملابس التقليديةالجاهزة و الأقمشة و محلات المفروشات و أثاث البيت و احيانا تقوم بهذه التحضيراتقبل الخطبة و في سن مبكر الا أن العادات استقرت على ان تقوم بذلك بعد الخطبة و ذلكبسبب متغيرات الأثاث و المفروشات من سنة الى سنة و من وقت الى وقتفالعروس الجزائرية عليها أن تشتري لوازم لبيتها الجديد لأنها ذاهبة لحياة جديدة ’ و يختلفالأمر من منطقة لأخرى كما يخضع الشراء للذوق و لكل عروس ذوقها الخاص في النوعية والألوان و لكني سأعطي مثال عن ما بمكن أن تشتريه فتاة مقبلة على الزواج على سبيلالمثال لا على سبيل الحصر .* تقوم العروس بشراء الصالون المغربي المكون من قطع مغلفة من أفخر انواع اقمشة المفروشات لتزين به صالون بيتها الجديد أضافة إلى شراءزرابي عادة ما تكون مصنوعة يدويا بدقة و لمسة جمالية تزيد من بيت العروس رونقا وجمالا إضافة لشراء الستائر الفاخرة .*كما تقوم بشراء بعض القطع الجمالية من لوحات و مزهريات و قطع ديكور لتزين بها اركان البيت و تضيف عليه لمستها الخاصة وخصوصا شراء بعض الأواني الفضية المصنوعة يدويا و التي كانت تستعمل قديما الا انهااصبحت حاليا تستعمل للديكور فقط و تقوم بشراء كل ما يستلزم غرفة النوم من ستائر و اغطية و مفروشات تتناسب مع غرفة النوم كما يمكن للعروس و هذا حسب رغبتها شراء بعض الأواني الجميلة التي تحتاجها بمطبخها و غرفة الصفرة مثل طاقم شرب القهوة و طاقم شرب الشاي و طاقم لتقديم أشهى انواع الأكل الجزائري و عادة ما تكون هذه الأواني من أجمل ما صنع من الفخار لتستعملهم العروس في استقبال الضيوف الذين قديأتون اليها بعد مرور ايام العرس.
بعد ان تنتهي العروس من انهاء مشتريات الأثاث تقوم برحلة البحث عن الأزياء التي ستلبسها يوم الحنة و يوم زفافهاو العروس الجزائرية تختلف كثيرا عن باقي العرايس بالوطن العربي إذ يوجد لدينا ما يسمى بــ : التصديرة
و التصديرة عبارة عن ملابس تقليدية من مختلف مناطق البلاد إذ تتنوع بتنوع الموروث الثقافي لكل منطقة بالجزائر , إذ تقوم العروس بشراء ملا بس مختلفة جاهزة تباع بمحلات خاصة باللباس التقليدي او شراء أفمشة راقية و تقوم بإخاطتها عند خياطات متخصصة بخياطة اللبس التقليدي و منهم من تحب أن تلبس تقليدي 100 % ومنهم من تحب التقليدي بحلة عصرية و من الملابس التي تلبسها العروس بتلك الليلة :
* الكاراكو العاصمي
* الجبة القستطيني (الجبة = الفستان)
* الملحفة الشاوية
* الجبة القبائلية او الأمازيغية
* الجبة السطايفي
* الجبة الوهراني
* الجبة العنابية
* الجبة النايلية
* الكاراكو التلمساني
* و القفطان المغربيإضافة الى بعض الألبسة من بلدان أخرى مثل اللباس الهندي الذي ادخلت عليه لمسات جزائرية مغربيةفالعروس الجزائرية ليلة عرسها تكون أكثر من متميزة و هي بين الحين و الآخر تغير حلتها لترتدي حلة اكثر جمالا من ما سبق ليصبح العرس بمثابة عرض للأزياء تقوم فيه العروس بإبهار الحاضرين بأجمل و أرقى انواع الثيابو لا يكتمل جمال العروس الا بوضع أكسسوارات تتلائم مع اللبس الذي ترتديه فمثلا يتماشى مع اللبس القبائلي و الشاوي اكسسوارات تقليدية مصنوعة من الفضة الخالصة كما يتماشى مع باقي اللبس اكسسوارات و حلي ذهبية إضافة الى ** السخاب** ذو اللون البني المزوق بقطع ذهبية ذو الرائحة الطيبة المصنوع من المسك و العنبر و العطر الجامد و مواد اخرى الذي يتماشى مع كل الملابس التقليدية
سأحملكم معي للتوغل في تفاصيل العرس الجزائري الذي لا يكتمل في العاصمة الجزائرية الا بدق الزرنة وهي موسيقى شعبية منشؤها القصبة العريقة التي لاتزال الى غاية اليوم تحتفظ بهندستها التركية الاصيلة وزخرفتها الاسلامية الراقية والوانها الباهية التي تأسر عيون الناظرين.
في العادة وفورما يعجب الشاب بالفتاة التي يريدها زوجة له، تقصد والدته بيتها مباشرة لخطبتها وبقبول اهلها تعلن أمام الملأ مخطوبة لفلان، ولترسيم الخطبة يهدي الخطيب لخطيبته خاتما، كانت تأخذه الأم إلى الفتاة لتلبسها اياه ويطلق على الهدية هدية ‘تملاك’ اي ان الفتاة من الان فصاعدا مستباحة لفلان.
العادة هذه لاتزال هي الطابع الغالب في المدن الجزائرية، غير أنها زالت في المدن الكبرى التي اصبحت فيها الخطبة تتم في حضور الخطيب الذي يلبس خطيبته الخاتم مباشرة في حضور عدد معتبر من المعازيم الذين يشاهدون الخطيبين وهما يقطعان بعضا من قالب الحلوى دليلا على اتفاقهما على تقاسم حلو الحياة ومرها.
واثناء حفل الخطوبة هذا، يقدم الخطيب لخطيبته العديد من الهدايا في طبق وردي اللون ومزين بمختلف أنواع الورود ويحمل بين ثناياه العديد من انواع العطور والصابون والحناء والشمع وقوالب السكر بالاضافة الى علب ماكياج وملابس داخلية وملابس للخروج وطقم من الذهب الخالص، فيما تستقبل العروس الكثير من الهدايا من أقاربها وزميلاتها وجاراتها.
وكان الطبق هذا او ما يطلق عليه بالعامية الجزائرية ‘التبق’ يضم ايضا ‘الحايك المرمى والعجار’، والحايك المرمى هذا هو قطعة قماش بيضاء مطرزة على الحواشي كانت النساء الجزائريات خصوصا العاصميات ترتدينها حتى نهاية الثمانينات التي شهدت اختفاء هذا اللباس، بعد أن حلت محله الالبسة العصرية التي صممت للمرأة الجزائرية مختلف اشكال وانواع الحجاب.
وتلف المراة الجزائرية ‘الحايك’ هذا على جسدها كله بطريقة لا يظهر منه شيء، كما تضع على أنفها ‘العجار’ وهو شبيه بالبرقع لكنه من قماش ابيض مطرز على شكل مثلث.
وترقص النسوة يوم الخطوبة الذي تنتشي فيه الخطيبة خصوصا امام قريناتها، فتراها فرحة بالهدايا التي تلقتها من خطيبها وتنتهي الحفلة بعد ان تقسم الحلويات ويقطع باقي قالب الحلوى الذي يوزع هو الاخر على جميع المدعوين، فيما تسرع الفتيات العازبات الى الجلوس في مكان العروس املا في ان يكون الدور المقبل لاول واحدة تجلس مكانها او تلبس خاتم خطوبتها.
ويتفق الرجال في الجهة المقابلة على العديد من النقاط التي تضبط العرس فتتم قراءة الفاتحة في حضور امام معروف ثم يتم تحديد مهر العروس على حسب طلب اهلها، بحيث يتغير من عائلة إلى عائلة وفق المستوى الاجتماعي واخيرا ينتهي الجمعان الى تحديد موعد العرس الذي تزف فيها العروس لعريسها.
بمجرد إعلان موعد العرس تنطلق العروس في سباق ماراثوني لتجهيز نفسها فتراها تتجول من سوق لآخر بغية الظهور في احلى حلة، وتنتقل من خياطة لاخرى طلبا للجودة والشياكة التي تنشدها، خصوصا حتى لا تظهر اقل مستوى من جاراتها أو زميلاتها، فتلجأ إلى شراء ‘جبة الفرقاني’ وهي دراعة من قماش القطيفة غالبا ما تكون حمراء أو سوداء أو زرقاء داكنة ومرصعة بالخيوط الذهبية في أشكال مختلفة، أحايين مصورة ورودا وأحايين أخرى طاووسا على حسب النموذج الذي تختاره العروس.
جبة الفرقاني غالية الثمن جدا مقارنة بدخل الجزائريين فسعرها لا يقل عن ال600 دولار ومع ذلك تقتنيها العروس التي لا تتوانى أبدا في الدفع ما دامت سمعتها على المحك، بالإضافة إلى ذلك فهي تشتري الكاراكو وهو عبارة عن سترة من القطيفة السوداء المرصعة بالخيوط الذهبية وتلبس مع تنورة بيضاء مصفوفة ‘بليسي’.
العروس أيضا تقتني ليوم عرسها المنصورية وهي دراعة من الغرب الجزائري وبالتحديد من تلمسان وتشبه في كثير من الأحيان اللباس التقليدي المغربي فهي طويلة ومن قطعتين وتزيد من تلبسها جمالا ورونقا بالإضافة إلى فستانين للسهرة والفستان الرسمي القبائلي المطرز بمختلف الألوان.
كما تلبس العروس الجزائرية أيضا الدراعة الوهرانية وهي عبارة عن فستان طويل مطرز بالخرز.ولان العولمة فعلت فعلتها، فالجزائرية لم تعد تكتفي بالأزياء المحلية ولكنها تخطت الحدود وصار عرسها لا يكتمل إلا بارتدائها الصاري الهندي والزي البنجابي وبكل الإكسسوارات المرافقة لها، من الحناء على مستوى اليدين إلى الحلق الذي يوضع على مستوى الأنف حتى انك تخالها هندية أو بنجابية من شدة إتقانها لطريقة لبس هذا الزي الغريب والجديد على منطقة المغرب العربي كلها و لقد فصلنا بالموضوع في تحضيرات العروس بالجزء الثاني .
ولا تنسى العروس على الإطلاق اقتناء عدد كبير من الوسادات وبأشكال وألوان مختلفة، زيادة على الصالون المغربي والستائر والزرابي والأفرشة الصوفية وعدد آخر من مستلزمات ديكور البيت الزوجي الذي يؤثثه الرجل بأكمله، إن كان يعيش بمفرده، أو يوفر على الأقل اكسسوارات غرفة النوم من شراشف ولواحق إن كان يعاني من أزمة سكن ويقيم مع والديه مثلما هي حال غالبية الجزائريين و قد فصلنا بالموضوع سابقا بشكل منفصل حينما تكلمنا عن تحضيرات العروس بالجزء الأول.
بمجرد أن تكتمل العروس الجزائرية من تحضير الأزياء التي ترتديها يوم العرس، تتوجه برفقة أمها وأخواتها إن وجدن وعلى مقربة من موعد الزفاف، إلى تحضير الحلويات، وفي الغالب يحضر الجزائريون حلويات البقلاوة والسكندرانيات و المشوك ومقروط اللوز والمقروط المعسل والعرايش وكلها حلويات تصنع من اللوز والفستق والبندق، و تتفنن العائلات في تقديم الأحسن والأرقى منها خلال حفلة العرس، بحيث توظب في علب أو في أطباق زجاجية منفردة، تحمل كل واحدة منها أربع قطع حلوى وتزين بالأشرطة الملونة وتسلم للمعازيم أثناء الحفلة.
لقد انتهت الترتيبات وجاء يوم العرس.تستيقظ العروس برفقة أهلها باكرا وفيما تذهب هي إلى الحلاقة (الكوافيرة) لتصفيف شعرها، تسارع الأم إلى إعداد وجبة الإفطار التي يدعى إليها المقربون و تحتوي على شربة الفريك وطاجين الزيتون واللحم الحلو والكبد المشرملة والدولمة وكلها أطباق تقليدية جزائرية.
في حدود الساعة الثانية والنصف بعد الزوال تكون العروس قد وصلت الى بيتها وتناولت الغداء وتستعد ‘للتصديرة’ والتصديرة هي كلمة بالعامية الجزائرية وتعني عرض الأزياء الذي ستقدمه أمام الحضور وبوصلات غنائية تناسب الفستان والجهة الجغرافية التي ينتمي إليها.
تدخل العروس مرتدية تاييرا ابيض مطرزا يعلوه برنوس ابيض ومطرز هو الآخر، لتمر بين النسوة ثم تجلس بينهن على أريكة زينت وحضرت لها لتستمتع بوصلة غنائية ترافقها رقصات الفتيات اللواتي يتسابقن للفت انتباه النسوة، علهن يفزن بعريس هن الأخريات، فتراهن يتمايلن لإبراز مفاتنهن بغية خطف الأنظار.
تخرج العروس لتعود مرة أخرى مرتدية ثوبا آخر من الأثواب التي اقتنتها سلفا، لتنتهي الكوكبة بلبس الفستان الأبيض وهنا تدعوها الفتيات إلى الرقص وسط القاعة، وغالبا ما يكون أخوها هو من يراقصها.وفي بعض المناطق الجزائرية وعلى الخصوص الشرقية منها ترمي العروس على الحضور قطعا من الحلوى والجوز والفستق دليلا على فرحها وأملها في أن يفرح الجميع معها.
وأثناء ذهاب العروس لتغيير زيها وعودتها، تقدم للحضور في البداية عدد من الأكلات المملحة رفقة العصير، بعدها يتم تقديم المثلجات فتليها القهوة رفقة الحلوى وأخيرا يقدم الشاي رفقة حلوى خاصة، تدعى ‘سيجار’ وهي عبارة عن عجينة ملفوفة في شكل سيجار ومحشوة بالمكسرات.
ولا تنسى سيدة العرس أن تخصص علبا من الحلوى للأطفال الذين يتسابقون هم الآخرون لأخذ صور تذكارية مع العروس أثناء الحفلة.
يقام الحفل حاليا في وقتنا الراهن بقاعة الحفلات المخصصة لذلك و المجهزة بكل ما يتطلبه الحفل من مكان خاص بالعروسة مزين و متميز و سط القاعة إلى الطاولات و الكراسي الخاص بالمعازيم إلى الأواني المختلفة التي يقدم فيها الأكل و كافة المشروبات و هناك من يفضل إقامة العرس ببيته لو رأى ان بيته يتسع للضيوف و مناسب لإقامة الحفل و لكل ظروفه و إمكانياته المادية و ذوقه الخاص
يكون الاحتفال عبر مختلف مراحل الزفاف ** يوم الخطبة – ليلة الحنة – يوم الزفاف – يوم الصباحية ** وسط أنغام الدي جي D.J الذي يسمع صوته عبر كامل الحي الذي تنطلق منه اجمل الكوكتيلات للموسيقى الجزائرية بين أنغام الحوزي العاصمي إلى الأغنية الشاوية و السطايفية الشرقية و الإيقاع القبائلي السريع إلى الراي و الطابع المغربي بالغرب إلى الغناء النائلي المشهور بمنطقة الجلفة – المسيلة – بوسعادة و كل هذا التنوع يضيف على حفل الزفاف اجواء من الفرحة و الغبطة و السرور حيث تتراقص النسوة خصوصا الصغيرات سنا على تلك الأتغام الإيقاعية الجميلة
ينتهي العرس في بيت والدي العروس في حدود الساعة السابعة والنصف مساء، حيث ينصرف المعازيم وتحضر العروس نفسها للانتقال إلى بيت زوجها في الغد.
وببزوغ الشمس تتوجه العروس إلى الحلاقة مرة أخرى، وتعود إلى بيتها في انتظار موكب العرس الذي سيقلها إلى بيتها الجديد..
على طول الطريق تتسابق السيارات المزينة بكل الألوان في إطلاق صفاراتها.وتجلس إلى جانب العروس في الغالب خالة العريس أو أخته وتقدم لها وهي تهم بدخول البيت الجديد مستبقة رجلها اليمنى، كأسا من الحليب وحبات من التمر أو ‘الدقلة’ مثلما تسمى محليا دليلا على بداية العشرة بينها وبين عائلة زوجها.
ترتاح العروس ثم تتأهب ‘للتصديرة’ من جديد ولكن هذه المرة في بيت زوجها وتكون أحيانا مرفوقة بسلفاتها إن كن عروسات جديدات، فتجدهن يتماشين بين النسوة وهن يختلن بما غلا من المجوهرات الذهبية والألبسة الفاخرة.
ولا ترتدي العروس الجزائرية الحلي الفضية إلا مع اللباس القبائلي، الذي يشترط هذا النوع من المجوهرات التي تشتهر صناعتها في منطقة بني يني في تيزي وزو وتقيم لها احتفالية سنوية يستعرض فيها الصانعون احدث الموديلات، التي تتسابق النسوة على اقتنائها.
فور ما تنتهي الحفلة، يأخذ العريس عروسه في جولة يرافقهما الكثير من السيارات وتكتمل بولوج باب الفندق الذي يختاره الشريكان لقضاء أول ليلة لهما مع بعض.
لا يكتمل العرس الجزائري إلا ب’الحزام’. والحزام يقام مساء يوم الجمعة أي بعد يوم واحد من الدخلة وفيه ترتدي العروس ‘جبة الفرقاني’ وتحزم بوشاح ذهبي على مستوى خصرها، لترقص وسط جموع النسوة ثم توزع عليهن الحلويات الملبسة، بعد أن تكون والدتها قد أحضرت لبيت العريس قصعة كبيرة من الكسكسي مزينة باللحم والبيض والحمص والكوسى فيما تحرص أم العروس على تحضير أكل من نوع خاص يجمع العديد من الأطباق الجزائرية الشهيرة، يقدم للمعازيم برفقة الكسكسي.
وإذا ما كان هذا شأن العروس فالعريس أيضا يقيم احتفالية ليلة الأربعاء، يطلق عليها تسمية ‘الحنة’ وفيها يضع له أصدقاؤه الحنة على مستوى اصابعه. ويتناول الحاضرون الكسكسي باللحم، تراهم يطلقون العنان لأجسادهم كي تعانق الموسيقى في جو بهيج الى غاية منتصف الليل.
ويفضل الكثير من الجزائريين وعلى الخصوص الامازيغ ذبح بقرة لتحضير وجبات المعازيم، فيما يفضل آخرون وعلى الخصوص في المناطق الوسطى من الجزائر لحم الضأن، فيذبحون من ثلاثة إلى خمسة كباش.
على الرغم من المصاريف الكبيرة التي يتكبدها العريس والعروس على السواء في تحضير العرس، فلا احد منهما يتراجع عن الدفع في سبيل تحقيق سعادته، لأنها لحظات لا تنسى والكثير والكثيرات ممن عزفوا ندموا كثيرا، لأنهم فضلوا تجاوز العرس التقليدي واختصار العرس في الفستان الأبيض وسط حضور ضيق.
لم اسرد التفاصيل الدقيقة للعرس الجزائري ولكنها لمحة عابرة على واحدة من أروع التقاليد التي يفتخر بها الجزائريون لأنها تعبر عن وحدتهم فهي سواء في الغرب كما في الشرق وفي الجنوب كما في الشمال، وفي كل الأحوال ظروفها توافق ما تقوله الجدات في كل جهات الجزائر ‘زواج ليلة، تدبيره عام’ أي أن حفلة الزواج الذي تستغرق ليلة واحدة تتطلب سنة كاملة من التحضيرات والترتيبات