وسائل التواصل الاجتماعي Social media

وسائل التواصل الاجتماعي Social media

أصبحت عملية التواصل الاجتماعي بفعل التكنولوجيا الحديثة من وسائل الاتصال الرئيسية التي غيرت من مسار الاتصالات.

وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تلعب أدوارا كبيرة في المجتمعات ، فقد أعادت تشكيل الساحات الإعلامية، وغيرت قواعد اللعبة إلى درجة كبيرة، وأتاحت مساحات واسعة للتعبير والحوار المتبادل .

وانتشر في الآونة الأخيرة الاستخدام لمواقع التواصل الاجتماعيّ، حيث أدى ذلك إلى كسر الحدود الجغرافيّة بين الناس، وحوّلت هذه المواقع العالم إلى قرية صغيرة،

وقد تميزت مواقع التواصل بسهولة الاستخدام وسرعة الانتشار، وبرزت مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك – تويتر- واتس أب – انستجرام ) لتصبح في مقدمة إنجازات ثورة المعلومات دون منافس ،

فأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تغزو كافة مجالات الحياة الاجتماعية كوسيلة للاتصال وتبادل الأفكار والمعلومات .
إن ظهور مواقع التواصل الاجتماعي وفرت “فتحاً تاريخياً” نقل الإعلام إلى آفاق غير مسبوقة وأعطى مستخدميه فرصاً كبرى للتأثير والانتقال عبر الحدود بلا رقابة إلا بشكل نسبي محدود.

وابرز حراك الشباب العربي الذي تمثل بالثورات التي شهدتها بعض الدول العربية قدرة هذا النوع من الإعلام على التأثير في تغيير ملامح المجتمعات، وإعطاء قيمة مضافة في الحياة السياسية، وانذار لمنافسة الإعلام التقليدي.
وهكذا يمكن القول أن شبكات التواصل الاجتماعي أحدثت طفرة نوعية ليس فقط في مجال الاتصال بين الأفراد والجماعات بل في نتائج وتأثير هذا الاتصال ،

إذ كان لهذا التواصل نتائج مؤثرة في المجال الإنساني والاجتماعي والسياسي والثقافي. إلى درجة أصبحت احد أهم عوامل التغير الاجتماعي محليا وعالميا وذلك بما تتيحه هذه الوسائل من إمكانات للتواصل والسرعة في إيصال المعلومة .

بحيث لم تعد لوسائل الإعلام التقليدية القدرة على إحداث هذا التغيير بل تقف عاجزة أمام التأثير المباشر والفعال لشبكات التواصل الاجتماعي .

ولهذا تثير علاقة مواقع التواصل الاجتماعي بالإعلام إشكاليات عدة، لا يمكن اختزالها في الابعاد التقنية المستحدثة في مجال البث والتلقي، إذ تجعلها عاملاً محدداً للتحولات الثقافية وتستبعد أنماط التواصل الجديدة.
ورغم الفائدة العظيمة التي قد تحققها مواقع التواصل الاجتماعي في كافة مجالات الحياة, إلا إنها في الوقت ذاته قد تشكل خطر على مستخدميها .
يخطئ من يظن أن التطور الهائل في وسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، يحمل الخير فقط للبشر ويسهل عليهم أعمالهم اليومية، فالحقيقة المؤكدة أن له أضرارا بالغة أيضا،

وبسببه ظهرت أنواع جديدة من الجرائم في أغلب المجتمعات العربية ، ولعل أهمها الجرائم الجنسية مثل الخيانة الزوجية، فضلا عن جرائم النصب الإلكتروني.

وقد أشار العديد من الباحثين إلى أن قضاء الفرد معظم وقته أمام شاشات الحاسوب والهواتف من شأنه أن يغير شكل العلاقات الإنسانية التي تربط الأفراد فيما بينهم

و بالتالي يسهم بشكل كبير في انخفاض العلاقات الأسرية والاجتماعية ، كما أشار بعض الباحثين الى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط وغير مسئول من قبل البعض؛

أدى الى وجود حالة من الاستقطاب السياسي، والاصطفاف الأيديولوجي، و التخندق الطائفي والديني والمذهبي والقبلي، ونشر الأكاذيب والإشاعات والفتن، والترويج للتطرف والعنصرية والإرهاب،

وتلك الأدوات ليست إلا انعكاسا للواقع السياسي والثقافي والديني والاجتماعي في كل مجتمع.

والأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة العربية أو ما بات يعرف بالربيع العربي خير دليل على قوة تأثير هذه الوسائل.
استخدم الشباب في بداية الأمر مواقع التواصل الاجتماعي للدردشة ولتفريغ الشحن العاطفية، ولكن يبدو أن موجة من النضج سرت، وأصبح الشباب يتبادلون وجهات النظر،

من أجل المطالبة بتحسين إيقاع الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ومن هنا تشكلت حركات الرفض الشبابية في عدة دول عربية . وتخطت تلك الأفكار الرافضة للسياسات بسهولة عبر شبكات التواصل الاجتماعي .
واستخدم كبار الشخصيات هذه الوسائل الجديدة واقتطعوا وقتاً معيناً من الأنشطة الأخرى لصالحها،

لإيمانهم بأنها البوابة الحقيقة والجادة للتواصل وسماع الناس والمواطنين، وبهذا سيتغير المشهد الإعلامي قريباً بشكل واضح للعيان في عالمنا العربي.

إنّ موقف الإنسان اتجاه تلك الشّبكات الاجتماعيّة يجب أن يكون مبيّناً على الوعي والحذر حيث تمتلأ تلك المواقع بالمفيد من المعلومات كما يمكن استخدامها واستغلالها بشكل إيجابي وتجنب السلبى منها ،

وبالتّالي على الإنسان الحذر في التّعامل مع تلك المواقع واقتناص الإيجابيّة منها.

وادى العرب

وادى العرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

mega888